القدس المحتلة_مصدر الاخبارية:
قال رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان للأبحاث الشرق الأوسطية والأفريقية مايكل ميلستين، إن حركة حماس أكلمت جميع التزاماتها بشأن المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار بغزة.
وأضاف ميلستين في مقال نشر في صحيفة يديعوت أحرونوت أنه "على عكس التصور السائد حتى قبل شهرين، والذي كان يرى أن حماس كانت دائما تترك الرهائن في يديها ك "أوراق" مساومة، فقد أكملت الحركة معظم التزاماتها بالمرحلة الأولى من الاتفاق والآن تحتاج فقط إلى إعادة آخر مختطف، ران جويلي".
وتابع: "حماس، التي فاجأت مرة أخرى وأظهرت نقص فهم إسرائيل المستمر وغير المدروس الحركة، لم تتصرف بدافع الضغط أو اليأس، ويبدو أنه جاء بعد ضمان تلقته من الولايات المتحدة بشأن نهاية الحرب، مما شجعها على السعي نحو المرحلة الثانية من الاتفاق".
وأردف أن "إسرائيل في فخ، فمن ناحية، تعيد حماس مكانتها كسيادة في قطاع غزة، وتعارض باستمرار نزع السلاح، وتظهر فعليا أن الهدف العام المتمثل في القضاء على الحركة أو تحييدها تماما من القدرات العسكرية لم يتحقق بعد. من ناحية أخرى، لا يمكن لإسرائيل العودة إلى القتال بقوة، ويرجع ذلك أساسا إلى أن ترامب – الذي يحدد فعليا ما سيحدث في غزة – يطمح لتقديم إنجاز استراتيجي ولا يسمح بذلك، ويطالب بدلا من ذلك بإحراز تقدم في المرحلة الثانية".
وتوقع أن " تكون المرحلة الثانية وشيكة، مما يكشف عن فجوات كبيرة بين ما تطلبه اسرائيل وخططها ووعودها في غزة وما سيحدث فعليا. أولا، من المرجح أن تتعرض إسرائيل قريبا لضغوط للانسحاب من الخط الأصفر، الذي أطلق عليه الكثيرون بالفعل اسم "جدار برلين الذي سيستمر لسنوات عديدة".
ولفت إلى أن "هناك ثلاث مطالب تعثر الدخول في المرحلة الثانية، الأول والأصعب هو المطالبة بنزع سلاح حماس، في ضوء رفض الحركة من حيث المبدأ التخلي عن مكون مركزي من هويتها، حيث يروج الوسطاء لحلول وسطية على شكل استعداد للتخلي فقط عن "أسلحة هجومية" (خاصة الصواريخ، التي لا تزال بعض الأسلحة في يد الحركة)".
ونوه إلى أنه "قد يؤدي رغبة ترامب العميقة في الحفاظ على الاتفاق إلى إعلان أن هذا حل وسط كاف بالنسبة له، إذ أعلن قبل شهرين أن رد حماس على خطته المكونة من 20 نقطة يسمح بتوقيع اتفاق، رغم أن الحركة لم تلتزم بجميع المطالب التي طرحتها، أولا وقبل كل شيء نزع السلاح".
ونبه إلى أن "العقبة الثانية هي نشر القوة متعددة الجنسيات في قطاع غزة، ففي الوقت الحالي، أصبح من الصعب تنفيذ الفكرة في ظل الاستجابة المنخفضة للمجتمع الدولي لإرسال قوات، ومن المرجح أن تتصرف حماس ضدها على الأرض، وهنا أيضا، قد يتطور حل وسط سيتبناه ترامب لوجود عدد محدود من القوات، خاصة لأغراض المراقبة، والتي قد تنشر بدلا من الجيش الإسرائيلي على طول الخط الأصفر".
وبين أن "العقبة الثالثة والتي تعتبر بسيطة، هي فكرة إنشاء حكومة بديلة لحماس، وهو أمر وافقت عليه الحركة في بداية الحرب، مع الفهم بأنها ستكون غطاء شكليا يمكنها من خلاله الاستمرار في الحفاظ على نفوذها في غزة، على غرار حزب الله في لبنان. ومن المتوقع أن يعارض نتنياهو العلاقة بين الحكومة الجديدة والسلطة الفلسطينية، لكن يبدو أنه بالنسبة لترامب، الذي يتحدث بالفعل عن دولة فلسطينية، لا توجد مشكلة من حيث المبدأ".
وأكد أنه "بعد شهرين من انتهاء الحرب، أصبح واضحا لمعظم الناس أنه لا يوجد شيء اسمه نصر مطلق".